مراكش، المغرب – 16 أبريل 2025
وقّعت كل من وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة في المملكة المغربية، وشركة "عِلم" الرائدة في الحلول الرقمية، ووكالة التنمية الرقمية، مذكرة تفاهم ثلاثية تهدف إلى تعزيز التعاون في مجال التحول الرقمي وتبادل الخبرات والمعرفة، وذلك على هامش معرض "جيتكس أفريقيا 2025" المنعقد في مدينة مراكش.
جرى التوقيع بحضور الدكتورة أمل الفلاح السغروشني، وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، والأستاذ حكيم الرشيد، مدير عام الخدمات الدولية في شركة "عِلم"، والسيد سيدي محمد الإدريسي الملياني، المدير العام لوكالة التنمية الرقمية، في خطوة تعكس عمق الشراكة التقنية وتوجهاتها نحو مستقبل رقمي أكثر تكاملاً وابتكاراً.
وتأتي هذه الاتفاقية امتدادًا لمذكرة التفاهم الموقعة بين "عِلم" ووكالة التنمية الرقمية في يونيو 2023، والتي أثمرت عن تعاون مثمر في مجالات الابتكار والتقنية ونقل المعرفة، في حين يشكل التوقيع الحالي نقلة نوعية بتوسيع نطاق الشراكة ليشمل وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، ويُعزّز البُعد الاستراتيجي للتعاون بين الأطراف. وتمتد المذكرة الجديدة لمدة عامين، ما يعكس التزام الجهات الثلاث ببناء علاقة مؤسسية مستدامة تدعم جهود التحول الرقمي في المملكة المغربية.
تمثل هذه المذكرة مرحلة متقدمة في مسار الشراكة التقنية بين الجهات الموقعة، إذ تُمهّد لبداية جديدة من التعاون العملي في مجالات التحول الرقمي، مع التركيز على تطوير الخدمات الحكومية الإلكترونية وتعزيز كفاءة الأداء والارتقاء بتجربة المستخدم، بما يواكب تطلعات المواطنين ويتماشى مع متطلبات العصر الرقمي.
ويمتد نطاق التعاون ليشمل دعم منظومة ريادة الأعمال في المغرب، من خلال مقابلة وتأهيل مجموعة من الشركات الناشئة المرشحة من قبل الجهات المعنية، بهدف تمكينها من الاندماج ضمن منظومات رقمية متقدمة تعزز من نموها وتنافسيتها في الأسواق المحلية والإقليمية.
كما تنص المذكرة على دراسة الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي في المغرب وتفعيلها، عبر إعداد خارطة طريق متكاملة للمدى القصير والطويل، تستند إلى أفضل الممارسات الإقليمية الناجحة وتراعي خصوصية المشهد الرقمي المغربي. وستواكب هذه الجهود منظومات متقدمة في الحوكمة الرقمية وقياس الأثر، لضمان التنفيذ الفعّال واستدامة النتائج.
وأكدت الدكتورة أمل الفلاح السغروشني، وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أن توقيع هذه المذكرة يشكل محطة استراتيجية ضمن مسار التحول الرقمي الذي يشهده المغرب، ويعكس التزام المملكة بتعزيز الشراكات النوعية التي ترتكز على تبادل المعرفة ونقل التجارب الناجحة. وقالت:
"يمثل تجديد هذه الاتفاقية تعزيزًا لركيزة أساسية في مشروعنا الوطني للرقمنة، وهي تعكس إيماننا العميق بأهمية الاستفادة من التجارب الرائدة والشراكات التي ترتكز على تبادل المعرفة ونقل الخبرات. نُعوّل على هذا التعاون لتحفيز التحول الرقمي في المغرب، وتعزيز قدراتنا على تقديم خدمات عمومية أكثر تطوراً وفاعلية."
فيما صرّح محمد الإدريسي الملياني، رئيس وكالة التنمية الرقمية بقوله: "هذا التجديد يأتي بعد نجاح مذكرة التفاهم السابقة التي أبرمت سنة 2023، والتي أرست أسس تعاون مثمر في مجالات التحول الرقمي والابتكار التكنولوجي وتبادل الخبرات، وتمثل فرصة لتعميق التعاون في العديد من المجالات الرئيسية، كما توفر الدعم للشركات الناشئة المغربية من خلال مبادرات مشتركة في الدعم والتوجيه والاستثمار، وتفتح آفاق التعاون في مشاريع استراتيجية واسعة النطاق".
من جانبه، صرّح ماجد بن سعد العريفي، المتحدث الرسمي ونائب الرئيس التنفيذي لقطاع التسويق في شركة "عِلم"، قائلاً:
"نؤمن في "عِلم" بأن التحول الرقمي الحقيقي يبدأ من بناء شراكات ترتكز على الثقة والطموح المشترك. شراكتنا اليوم مع وزارة الانتقال الرقمي ووكالة التنمية الرقمية تعكس التزامنا بمشاركة خبراتنا وتجاربنا التي أثبتت نجاحها في تمكين الحكومات وتحقيق الأثر التنموي. نسعى من خلال هذه المذكرة إلى تقديم قيمة مستدامة للمجتمع المغربي، والمساهمة في صياغة مستقبل رقمي مزدهر يتسم بالابتكار والتكامل."
وفي امتداد لهذا التعاون الثلاثي، تعمل الجهات الموقّعة على ترسيخ بيئة مؤسسية داعمة لنقل المعرفة وبناء القدرات، من خلال إطلاق مبادرات استشارية وبرامج تطوير تخصصية تُسهم في تعزيز الكفاءات الرقمية. ويأتي هذا التوجّه كجزء أساسي من مسار استدامة التحول الرقمي، بما يضمن استمرار الأثر المؤسسي للمذكرة، ويؤهل جيلًا جديدًا من الكوادر القادرة على قيادة المرحلة المقبلة من الرقمنة بفعالية وابتكار.