> علم > المدونة > الاستثمار الجريء في الشركات الناشئة بالمملكة

الاستثمار الجريء في الشركات الناشئة بالمملكة

10/08/2020

ضمن المساهمات المجتمعية التي نقوم بها في «عِلم» لتفعيل قيم الشراكة مع مجتمع رواد الأعمال، وتفاعلاً منا مع الأزمة الراهنة؛ أقمنا الندوة الثالثة والعشرون من سلسلة الندوات التي نقيمها عن بُعد وبشكل دوري، والتي استضفنا فيها معالي الدكتور نبيل كوشك، الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للاستثمار الجريء، وقد تحدَّث فيها عن أبرز تطورات الاستثمار الجريء في السعودية.

لمحة حول الاستثمار الجريء

بدأ الاستثمار الجريء منذ أربعينات القرن الماضي، وبدأ بالتوسع والانتشار محلياً في السنوات القليلة الماضية. وسمي الاستثمار الجريء بهذا الاسم لأن المستثمر يستثمر في فئة أصول عالية المخاطر، والتي غالباً ما تكون شركات تقنية ناشئة. وكثير من الشركات التقنية الرائدة الموجودة حالياً كقوقل، وفيس بوك، وتويتر، وزوم كانت مدعومة من قبل صناديق الاستثمار الجريء.

الدعم الحكومي لتمكين قطاع الاستثمار الجريء

كانت انطلاقة رؤية 2030 نواةً لتمكين قطاع الاستثمار الجريء ودعم الشركات التقنية الناشئة ورواد الأعمال القائمين عليها، والتي كان من بينها الدعم الذي قدمته الحكومة لصالح الشركة السعودية للاستثمار الجريء بمبلغ 2.8 مليار ريال لتحفيز المستثمرين في هذا القطاع، وكذلك الاستثمار الذي تقوم به شركة جدا والتي أنشئت لتحفيز الاستثمار في صناديق الملكية الخاصة ورأس المال الجريء، وبالتالي تمويل نمو قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة. بالإضافة إلى المبادرات التي تقوم بها الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة "منشآت" ووزارة الاستثمار لدعم هذا القطاع بشكل مستمر. كما شهدت المملكة نمواً متسارعاً وغير مسبوقاً في هذا القطاع، وهو ما أدى إلى تنمية البيئة الاستثمارية وتنظيم البيئة التشريعية فيه. وقد انعكس هذا الحراك في صعود تصنيف المملكة للمرتبة 11 في وفرة المال الجريء، وتزايد عدد الشركات الناشئة. ورغم أزمة كورونا؛ إلا أن عدد الصفقات في النصف الأول من هذا العام تجاوز مثيله في العام السابق، ويشهد هذا القطاع -كل عام- نمواً بمتوسط 30% في إجمالي المبالغ المستثمرة فيه.

مراحل المشروع الناشئ

غالباً ما يأتي الدعم في المرحلة الأولية من صاحب المشروع، أو من خلال العائلة والأصدقاء، أو من المستثمر الجريء، ويصعب أن يقوم المستثمر الجريء بالاستثمار في هذه المرحلة نظراً لما تحويه من مخاطر عالية. وتُعرف المرحلة التي تليها بمرحلة ما بعد المنتج الأولي، وفيها يقوم صاحب المشروع بمعرفة انطباع العملاء، وهنا يأتي دور المستثمر الجريء بعد أن يقوم بدراسة المشروع وجدواه. وتنتهي رحلة المشروع عندما يتوسع النشاط الاستثماري للمشروع، ويصبح قابلاً للاندماج مع شركة أخرى أو الإدراج في سوق الأسهم للحصول على نمو أكبر.